اختلاف الأحوال والظروف والبيئات وتباين قدرات الناس على القيام بأمر الله يتفاوت تفاوتًا كبيرًا لا يمكن حصره وقد لا يجد المفتي لذلك أحكامًا تفصيليًّة تغطّيها.
فيأتي قول الله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} ليمثل المنطلق الرحب والقاعدة الحاكمة في جميع أحوالنا و في سفرنا وإقامتنا.
فهي من جهة تُشعِرُ المسلم الذي وقع في ظروف حرجة صعبة بالطمأنينة والسلامة من الإثم ما دام أنه اتقى الله ما استطاع.
كما تستنهض المسلم وتستحثه لمقاومة ذلك الظرف الطارئ وبذل الوسع في الاقتراب من الحكم الشرعي أكثر فأكثر، وهو في ذلك كله يشعر برقيب ذاتي منبعه خشية الله سبحانه وتعالى وتقواه.
ولهذا ينبه صلى الله عليه وسلم بعد بيانه يسر الشريعة إلى المقاربة والاجتهاد قدر الوسع والطاقة فيقول:
إن هذا الدين يسر ولن يشاد هذ الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا(البخاري39).