كثيرًا ما نسمع شكوى السياح من السائلين والفقراء وإلحاحهم ومضايقتهم، وقد يكون للسياح العذر في ذلك، إلا أن المسلم مأمور عموماً بالإحسان والعطاء وعدم نهر السائل مهما كانت الظروف. ولما تصدق أحدهم بصدقة فوقعت الصدقة في يد زانية، ومرة في يد غني وأخرى في يد سارق, فوقع في قلبه ذلك مع ما يسمعه من كلام الناس, قيل له: أما صدقتك فقد قبلت، أما الزانية فلعلها تستعف بها عن زناها، ولعل الغني يعتبر فينفق مما أعطاه الله، ولعل السارق يستعف بها عن سرقته (البخاري 1421, مسلم 1022).
و يمكن للسائح البحث عن جهات مأمونة في تلك البلاد ومساعدتهم باليسير,; فذلك أحرى أن يبارك الله في رحلته وسفرته, وهي وسيلة عملية لكسر شح النفس التي تسترخص البذل في المتعة والترفيه وتستثقلها في المساعدة والإحسان .. {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.