فرصة كبيرة للتربية

السياحة العائلية فرصة ذهبية لتوطيد العلاقات بين جميع أفراد الأسرة لما فيها من بقائهم معا لفترة طويلة ومعايشتهم للمواقف المختلفة، بخلاف الحال أثناء إقامتهم وحياتهم الطبيعية.

والتربية بالموقف عبر القدوة أو التعليق على الأحداث والمواقف التي يرونها ويعايشونها بحكمة ولطف من أعظم ما يثبت في القلب ويثير الوجدان ويحقق المقصود، ويقلل كثيراً من آثار المظاهر السلبية التي تثير تساؤلاتهم، وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم الأمثلة في ذلك, ومنها على سبيل المثال:

لما مر صلى الله عليه وسلم مع صحابته مرةَ بجدي أسك -أي صغير الأذنين- ميت، فتناوله فأخذ بأذنه، ثم قال: أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟ فقالوا: ما نحب أنه لنا بشيء، وما نصنع به؟ قال: أتحبون أنه لكم؟ قالوا: والله لو كان حيا كان عيبا فيه، لأنه أسك، فكيف وهو ميت؟ فقال: فوالله للدنيا أهون على الله، من هذا عليكم (مسلم 2957).

ولما قصت بعض أمهات المؤمنين ما رأينه من جمال الصور والتماثيل في كنيسة بالحبشة لم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم الموقف يمر دون توجيه تربوي قائلاً: إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات، بنوا على قبره مسجدا، وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة (البخاري 3873).

وقد امتن الله على المؤمنين برسول لا يألو جهدًا في تلاوة الآيات وتوضيحها مع الحرص الكبير على تربيتهم على تلك المعاني وتزكية قلوبهم ونفوسهم.. {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ..}