وهي آثار الحضارات قبل الإسلام سواء ما قصه الله علينا في كتابه أو لم يقصصه، وسواء ثبت لدينا ذلك الموقع أو اختلفت الآراء في تحديده وتعيينه، مثل جبل الطور الذي كلم الله تعالى عنده موسى عليه السلام في سيناء وآثار الأخدود قرب نجران، وما قصه الله علينا في سورة البروج ووادي محسّر مكان إهلاك الله أصحابَ الفيل والكهف الذي أوى إليه الفتية، وغير ذلك.
حكم زيارة تلك الآثار:
زيارة تلك المواضع إذا سلمت من المحاذير الأخرى وهي:
1- أن لا يقصد التعبد بزيارتهاأو يعمد للصلاة والدعاء فيها تبركاً بالمكان ظنا بأفضليته هناك.
فإن قَصَدَ ذلك منع من تلك الزيارة كما نهى أبو بصرة رضي الله عنه أبا هريرة رضي الله عنه عن زيارة الطور بقصد التعبد.
قال أبو هريرة رضي الله عنه .... فلقيت أبا بصرة الغفاري فقال: من أين أقبلت؟ فقلت: من الطور فقال: لو أدركتك قبل أن تخرج إليه ما خرجت إليه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تعمل المطِيُّ إلا إلى ثلاثة مساجد: إلى المسجد الحرام، وإلى مسجدي هذا، وإلى مسجد إيلياء أو بيت المقدس -شك أيهما- (أحمد 23848 ابن حبان 2772).
قال ابن عبد البر: فأما قوله (خرجت إلى الطور) فقد بان في الحديث أنه لم يخرج ألبتة إلا تبركًا به ليصلي فيه ولهذا المعنى لا يجب الخروج إلا إلى الثلاثة المساجد المذكورة في هذا الحديث (التمهيد 23/36).]
2- أن لا تكون الزيارة محددة بزمن أو وقت محدد؛ لما فيه من شبهة التعبد، أو مشابهة الكفار في عباداتهم وزياراتهم.
3- أن لا تكون هذه الآثار من ديار المعذبين المنهي عن زيارتها، وسيتم تفصيلها فيما يلي.