أمر الله المسلم بعبادته في أي مكان حل أو ارتحل، فقال تعالى: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ}.
وسفر الرجل أو المرأة إلى بلاد الكفر لا يعني انفكاكه أو انفكاكها من الأحكام الشرعية، ومع انتشار الفساد والعري في بلاد الكفر يحتار السائح في طريقة تعامله مع المتغيرات من حوله. ومن ذلك الأحكام المختصة بعلاقة الرجل بالمرأة.
وإذا وجد من النساء من أسقطت حشمتها وكشفت ستر الله عليها من المسلمات أو الكافرات في اللباس والتعامل، فذلك لا يعني أن الرجل المسلم له أن يتعامل معها وفق ضلالها وانحرافها.. بل إن العفاف وآدابه وغض البصر وفضائله تتأكد في مثل هذه الظروف.
قال الشوكاني: "إن الأحكام لازمة للمسلمين في أي مكان وجدوا، ودار الحرب ليست بناسخة للأحكام الشرعية" (السيل الجرار 4/552).
تذكر
وخُلِقَ الإنسان ضعيفا
قال الله تعالى: {وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا} قال طاووس: "في أمر النساء"، وقال وكيع: "يذهب عقله عندهن" (ابن كثير 2/267).
لما شرع الله الحجاب للمرأة جعله ضمن منظومة من الأحكام والمقومات التي تسير جنبًا إلى جنب للحفاظ على الرجل والمرأة من الفتنة.فالغريزة الجنسيّة والشيطان الذي يجري من ابن آدم مجرى الدم يتحيّن أي فرصة في دفع الغريزة للاستجابة لرغبتها.
يقول الله تعالى في شأن نساء النبي: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}.
فإذا كان الكلام من وراء حجاب أطهر لقلوب أمهات المؤمنين وقلوب الصحابة والتابعين من السائلين والمستفتين، فلا شك أن الابتعاد عن مواطن الاختلاط بين الرجال والنساء قدر المستطاع أطهر لقلوبنا، فمن نحن عندهم؟!