التخلف عن الجمعة بسبب العمل

 يتعارض العمل في كثير من الدول غير المسلمة مع صلاة الجمعة ، وقد لا يسمح نظام العمل أو طبيعته من الاستئذان لأداء الجمعة فما الحكم حينئذ؟

ولتوضيح ذلك نقول :إن صلاة الجمعة فرض عين على من اتصف بالتالي:
 

    رجل .. فلا تجب الجمعة على المرأة.

    مكلف .. فلا تجب على المجنون ولا الصغير الذي لم يبلغ.

    مستوطن .. فلا تجب على المسافر أو من يعيش في البوادي خارج المدينة.

ولا يجوز للمسلم المكلف بصلاة الجمعة أن يتركها لغير عذر شرعي وقد ورد عدد من الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيها التأكيد والتشديد على من يتخلف عن الجمعة بغير عذر:

       عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقوم يتخلفون عن الجمعة: (لقد هممت أن آمر رجلاً يصلي بالناس ثم أحرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم) (مسلم652).

        عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لينتهين أقوام عن ودعهم - أي تركهم - الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين (مسلم 865) .

        روى أبو الجعد الضمري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: من ترك ثلاث جمع تهاونا من غير عذر طبع الله على قلبه (أبوداود 1052- المسند 15894).

قال الإمام ابن عبد البر: وأما قوله في الحديث من غير عذر فالعذر يتسع القول فيه وجملته كل مانع حائل بينه وبين الجمعة مما يتأذى به أو يخاف عدوانه أو يبطل بذلك فرضا لا بدل منه فمن ذلك السلطان الجائر يظلم، والمطر الوابل المتصل والمرض الحابس وما كان مثل ذلك....... ولم يأت الوعيد في ترك الجمعة إلا من غير عذر ثلاثا فكيف بواحدة من عذر بَيِّن (التمهيد16/243).
فمن كان من أهل الجمعة وجب عليه إجابة النداء بالسعي إلى الجمعة كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ).

ومن لم يكن مستوطناً في البلد ولكنه مقيم فترة من الزمن تنقطع عنه أحكام السفر وسيعود إلى بلده متى ما انتهى شغله؛ فاختلف أهل العلم في وجوبها عليه، والصحيح أنه تجب عليه صلاة الجمعة بغيره لا بنفسه ،فإذا أقامها أهل البلد وجب عليه الحضور وإجابة النداء ،وانظر (متى تجب الجمعة على المبتعث )

العمل وترك الجمعة:

        ينبغي للمسلم اختيار الأعمال والوظائف التي يتمكن فيها من أداء شعائر الله ولو كان عائدها المادي أقل من غيرها.

والله تعالى يقول: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه).

       مثَّل أهل العلم للأعذار الطارئة غير المستمرة في التخلف عن الجمعة بأمثلة كثيرة مجملها: أن كل ما تتأذى منه أو يحصل لك بسببه مشقة بالغة غير معتادة أو يخاف منه الضرر المؤكد على معيشتك ورزقك ونتيجة أعمالك فهو عذر للتخلف عن الجمعة. (التمهيد 16/243-الإنصاف 2/301).

       التخلف الدائم عن الجمعة أمره أعظم وأشد من التخلف الطارئ, بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: من ترك ثلاث جمع تهاونا من غير عذر طبع الله على قلبه(أبوداود 1052- المسند 15537).

حالات يكون العمل فيها عذراً: 

لا يعتبر العمل الدائم والمتكرر عذراً للتخلف عن صلاة الجمعة لمن وجبت عليه إلا في حالتين:
 

     أن يكون في العمل مصلحة عظيمة لا تتحقق إلا ببقائه في العمل وتركه للجمعة، وبتركه لعمله قد تحصل مفسدة عظيمة ولا يوجد من ينوبه على ذلك العمل.

مثاله :

الطبيب في الإسعاف الذي يعالج الحالات والإصابات العاجلة.

الحارس والشرطي الذي يحفظ أموال الناس ودورهم من السرقة والأعمال الإجرامية.

من يقوم على متابعة أعمال المصانع الكبيرة ونحوها والتي يلزم متابعتها لحظياً.

 

 

2.     إذا كان العمل هو المصدر الوحيد لرزقه وليس لديه ما يغطي نفقته الضرورية من الطعام والشراب والأمور الضرورية له ولعائلته سوى ذلك العمل.

فيجوز له البقاء في العمل وتركه للجمعة ضرورة حتى يجد عملاً آخر، أو يجد ما يغنيه من الطعام والشراب والأمور الضرورية الكافية له ولمن يعول.

قال المرداوي: ومما يعذر به في ترك الجمعة والجماعة خوف الضرر في معيشة يحتاجها (الإنصاف 2/301).

 

والمراد بالنفقة الضرورية هنا:

        الضروريات و ما لا تقوم الحياة إلا به كالطعام والشراب والدواء.

      الحاجيات المهمة التي يمكن العيش بدونها ولكن مع مشقة غير معتادة.

 

 

 

 

 

تذكر:

  1. تجب الجمعة على كل رجل مكلف مستوطن.

  2. ;التخلف عن صلاة الجمعة بلا عذر من كبائر الذنوب.

  3. ذكر أهل العلم أعذاراً للتخلف الطارئ عن الجمعة حاصلها: أن كل ما تتأذى منه أو يحصل لك بسببه مشقة بالغة غير معتادة أو يخاف منه الضرر المؤكد على معيشتك ورزقك ونتيجة أعمالك فهو عذر للتخلف عن الجمعة.

  4. ; العمل والوظيفة ليس عذراً للتخلف عن الجمعة إلا في حالتين:

  5. أن يكون في العمل مصلحة عظيمة لا تتحقق إلا ببقائه في العمل ولو تركه لحصلت مفسدة عظيمة.

  6. إذا كان العمل هو المصدر الوحيد لرزقه وليس لديه ما يغطي نفقته الضرورية من الطعام والشراب والأمور الضرورية له ولعائلته سوى ذلك العمل.

 

 

 

الرسم التوضيحي: