الإسبال في البنطلون

السلام عليكم ورحمة الله ..

فضيلة الشيخ هل يحرم لبس البنطلون إذا كان أسفل الكعب علماً أنه من غير اللائق مثل ذلك ذوقاً في تلك البلاد؟ خالد – نيوزلندا

 يحرم الإسبال إذا كان مع الخيلاء والكبر إجماعاً قال صلى الله عليه وسلم: من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة. (رواه البخاري 9/200)

ولا يدخل في النهي إن كان بغير خيلاء وكبر على الراجح كما هو مذهب الأئمة الأربعة رحمهم الله في المشهور عنهم .

لموافقته للقواعد الأصولية في حمل المطلق على المقيد عند اتحاد السبب والحكم.

ولقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في قصة أبي بكر إنك لست ممن يفعله خيلاء فجعل مناط التحريم الخيلاء والتكبر.

قال ابن تيمية رحمه الله: ولأن الأحاديث أكثرها مقيدة بالخيلاء فيحمل المطلق عليه وما سوى ذلك فهو باق على الإباحة وأحاديث النهي مبنية على الغالب والمظنة . (شرح العمدة 4/366)

أما البنطلون في السؤال وغيره من الملبوسات فداخل في هذه الأحكام.

والخلاف في الإسبال يعم جميع أنواع اللباس على الصحيح كالثوب والقميص والبنطلون وغير ذلك مما يلبس الإنسان من الثياب.

يشهد لهذا أن محارب بن دثار راوي حديث ابن عمر: من جر ثوبه مخيلة لم ينظر الله إليه يوم القيامة سأله شعبة كما في صحيح البخاري (8/459): أذكر إزاره؟ قال محارب: ما خص إزاراً ولا قميصاً. فأفاد ذلك بأن التعبير بالثوب يشمل الإزار وغيره .

 

وقد نقل الحافظ في الفتح (10/262) عن الطبري أن ذكر الإزار مبني على أنه غالب لباسهم فلما لبس الناس القميص والدراريع كان حكمها حكم الإزارفي النهي قال ابن بطال: هذا قياس صحيح لو لم يأت النص بالثوب فإنه يشمل جميع ذلك.

ومراعاة الذوق والعرف العام مطلوب للمسلم عموماً ما لم يعارض شرع الله  فيجب الامتثال للشرع حينئذ وانظر (موافقة لباس البلد) .. والله أعلم

خلاصة الأمر:

1.   الإسبال مع الخيلاء كبيرة من كبائر الذنوب.

2.   الإسبال بدون خيلاء غير داخل في النهي على الصحيح ولكن الأولى تركه اقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.

3.  أحكام  الإسبال تعم جميع أنواع الملبوسات كالبنطلون والثوب والقميص وغير ذلك.

  1. مراعاة الذوق والعرف السائد في البلد أمر مطلوب ما لم يخالف الشرع.

وانظر تفاصيل المسألة في (أن لا يكون فيه إسبال )