قبول دعوة غير المسلم إلى الطعــــام والوليمــة

يجوز قبول دعوة غير المسلم للطعام بلا خلاف بين أهل العلم، وسواء كانت الدعوة في البيت أو في مطعم، فيجوز قبولها والمكافأة عليها وردها، فعن أنس رضي الله عنه: أن يهوديا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خبز شعير وإهالة سنخة فأجابه (أحمد 13860).

 وينبغي التأكيد عند قبول دعوته على أمور:

  1. أن لا تكون الدعوة احتفالًا بعيد من أعيادهم.

  2. التأكد من إباحة المطعومات والمشروبات.

  3.  أن لا يدار على المائدة خمر من أحد المدعوين لثبوت النهي عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر (الترمذي 2801).

  4.  أن لا يكون في الوليمة منكرات ظاهرة كالرقص والغناء ونحو ذلك.

  5.  أن لا يؤدي هذا إلى علاقة ود ومحبة وإخاء بين المسلم والكافر وقد قال تعالى:
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُم)

  6.  أن يجري هذا التعامل في سياق تأليف قلبه ودعوته للإسلام

دعوته إلى الوليمة:

 تجوز دعوته إلى الطعام وإكرامه مطلقًا، وتستحب إن كانت بنية تحبيبه وتأليف قلبه للإسلام مع التأكيد على أن لا يؤثر ذلك أو ينسي بغض ما هو عليه من كفر وشرك، وأن لا يكون على الدوام.

قال الله تعالى:(الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ)

قال ابن عاشور: لم يعرّج المفسّرون على بيان المناسبة بذكر (وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ)
، والذي أراه: أنّ الله تعالى نبّهنا بهذا إلى التيسير في مخالطتهم، فأباح لنا طعامهم، وأباح لنا أن نُطعمهم طعَامنا، فعُلم من هذين الحكمين أنّ علّة الرخصة في تناولنا طعامهم هو الحاجة إلى مخالطتهم (التحرير والتنوير 6/122).

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: لا تصاحب إلا مؤمنًا ولا يأكل طعامك إلا تقي (الترمذي 2395، أبو داود 4832).

 قال الخطابي في معنى الحديث: وإنما وجه الحديث ومعناه: لا تدع إلى مؤاكلتك إلا الأتقياء لأن المؤاكلة توجب الألفة وتجمع بين القلوب، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: فتوخ أن يكون خلطاؤك وذوو الاختصاص بك أهل التقوى (العزلة ص 142-143).

وقـــــــال ابن كثير في تفسيــــر قــــــــول الله تعالى: (وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ)

: أي: ولكم أن تطعموهم من ذبائحكم كما أكلتم من ذبائحهم، وهذا من باب المكافأة والمقابلة والمجازاة، كما ألبس النبي صلى الله عليه وسلم ثوبه لعبد الله بن أبيّ بن سلول حين مات ودفنه فيه، قالوا: لأنه كان قد كسا العباس حين قدم المدينة ثوبه، فجازاه النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بذلك، فأما الحديث الذي فيه: لا تَصْحَبْ إلا مُؤْمِنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي فمحمول على الندب والاستحباب (تفسير ابن كثير 3/41).

 

تذكر :

  1.  يجوز قبول دعوة غير المسلم إلى الوليمة مع مراعاة الأحكام الشرعية الأخرى.

  2.  تجوز دعوة غير المسلم للطعام وإكرامه تأليفًا لقلبه.