بدن الكافر

 بدن الكافر:

بدن الكافر طاهر في قول عامة أهل العلم وكذلك ريقه وعرقه وسؤره (ما يبقى في الإناء بعد الشرب) سواء كان كتابياً أو لم يكن، وهذا هو الذي يدل عليه ما جاء في الكتاب والسنة ومن ذلك :

1. إباحة الشرع نكاح الكتابيات للمسلمين، ومعلوم أن ملامستهن وعرقهن لا يسلم منه أزواجهن، وكذا أثاث المنزل ولباس الزوج وغيره. ومع ذلك فلم يوجب الشرع احترازاً أو تنبيهاً للتطهر مما أصابه منها زائداً عن المسلمة فلم يفرق الشرع بينهما من حيث الطهارةُ الحسية.

2. إباحة ما صنعه الكفارُ عموماً من طعامهم وما زرعوه ما لم يحرم علينا كالثمار والفواكه وإباحة الذبائح من أهل الكتاب خاصة  ومعلوم أن الطعام لا يسلم من مسهم وإعدادهم له ، فلو كانت أعيانهم نجسة نجاسة حسية للزم منه أن ينجس كل ما يلمسونه، ولصار طعامهم خبيثاً محرماً علينا. وقد قال تعالى: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ}. 

3. لو ثبتت نجاستهم الحسية لانتشر بين الصحابة نقل ذلك، لا سيما وأكثرهم عايشوا الكفار من أهليهم وأقاربهم، والعادة في مثل ذلك تقضي بالاستفاضة والانتشار لعموم بلوى الناس بذلك. 

أما قول الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا}فالمراد النجاسة المعنوية في الاعتقاد والدين، قال ابن العربي رحمه الله عن هذه الآية: اعلموا وفقكم الله أن النجاسة ليست بعين حسية وإنما هي حكم شرعي ، أمر الله بإبعادها كما أمر بإبعاد البدن عن الصلاة عند الحدث، وكلاهما أمر شرعي ليس بعين حسية.  (أحكام القرآن 4/196)

مشرك في المسجد

 بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلاً قِبَل نجد، فجاءت  برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما عندك يا ثمامة؟ فقال: عندي خير يا محمد، إن تقتلني تقتل ذا دم، وإن تُنْعِم تُنْعِم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت فتركه حتى كان الغد فقال: ما عندك يا ثمامة؟ فقال: ما قلت لك إن تُنْعِم تُنْعِم على شاكر فتركه حتى كان بعد الغد. 

 فقال: ما عندك يا ثمامة؟ فقال: عندي ما قلت لك. فقال: أطلقوا ثمامة. فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله يا محمد والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلي، والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك فأصبح دينك أحب دين إلي، والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد إلي، وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى ؟ فبشره رسول الله صلى الله عليه و سلم وأمره أن يعتمر فلما قدم مكة قال له قائل: صبوت قال: لا، ولكن أسلمت مع محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم . (البخاري 4/1589)

 
 
الكافر طاهر العين والبدن -
مالم تكن عليه نجاسة حسية
نجس في الاعتقاد والدين.