كلام المرأة

 يدل ظاهر الكتاب والسنة على أن صوت المرأة ليس بعورة وهذا هو قول  جمهور أهل العلم ، فهو الأصح عند الحنفية والمعتمد عند المالكية وهو المذهب عند الشافعية والحنابلة.

الأدلة على أن صوت المرأة ليس بعورة:

وأدلة ذلك كثير من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ومن ذلك:

أن كثيراً من الصحابيات سَألْن النَّبي صلى الله عليه وسلم عن أحكام الدِّين وبِحَضْرَة الرِّجال الأجانب، كأسماء بنت يزيد بن السَّكَن وافدة النِّساء، وكالمُبَايعات له ألَّا يُشْرِكْنَ بالله شيئًا ولا يَسْرِقْنَ ولا يَزْنِينَ… وكان الصحابة يُكَلِّمون النساء وهُنَّ يُكَلِّمْنَهم. 

ثبت في صحيح مسلم أنَّ أبا بكرٍ الصِّدِّيق وعُمر الفاروق  رضي الله عنهما  زارا أمَّ أيْمَن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم . وعلَّق النَّوَوي على ذلك بجواز زيارة الرجل للمرأة وسماع كلامها، وما زال نساء السَّلَف يَرْوِين الأحاديث ويُعَلِّمْن النَّاس ويُفْتِين في الدين. (شرح صحيح مسلم 13/10)   

يقول الإمام الغزالي (الإحياء 2/246) تَعْليقًا على سماع النبي صلى الله عليه وسلم للغِنَاء من الجارِيَتَيْن عند عائشة: فيَدلُّ هذا على أن صوت النساء غير مُحَرَّمٍ تحريمَ صوتِ المَزَامِير، بل إنَّما يَحْرُم عند خوف الْفِتْنَة.

وقال: وصوت المرأة في غير الغناء ليس بعوْرة، فلم تَزَل النساء في زمن الصحابة رضي الله عنهم يُكَلِّمْن الرجال في السلام والاسْتِفْتَاء والسُّؤال والمُشَاوَرة وغير ذلك

الخضوع بالقول :

قال الله تعالى: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا}. المنهي عنه هو (الخضوع) الذي يُطمِع الذين أَمرضت قلوبهم الشهوات،بتليين الصوت وتكسيره وتمطيطه وتلحينه بما يؤثر في الرجال وهذا ليس منعًا للكلام كله مع الرجال، بدليل قوله تعالى تتمة للآية: {وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا} أي كلاماً واضحاً لا تكسر فيه ولا خضوع.

أمهات المؤمنين

يقول سيد قطب رحمه الله: ينهاهن حين يخاطبن الأغراب من الرجال أن يكون في نبراتهن ذلك الخضوع الليِّن الذي يثير شهوات الرجال، ويُحَرِّك غرائزهم ويُطمِع مرضى القلوب، ويُهَيِّجُ رَغَائِبَهُم! ومَنْ هُنَّ اللواتي يُحَذِّرهن اللهُ هذا التحذير؟ إنهن أزواج النبي  صلى الله عليه وسلم  وأمهات المؤمنين، اللواتي لا يطمع فيهن طامع، ولا يَرِفُّ عليهن خاطر مريض، فيما يبدو للعقل أول مرة، وفي أي عهد يكون هذا التحذير؟ في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وعهد الصفوة المختارة من البشرية في جميع الأعصار.. ولكن الله الذي خلق الرجال والنساء يعلم أن في صوت المرأة حين تخضع بالقول، وتترقق في اللفظ، ما يُثِيرُ الطَّمَعَ في قلوب، ويُهَيِّجُ الفتنةَ في قلوب، وأن القلوب المريضة التي تُثَارُ وتطمع موجودة في كل عهد، وفي كل بيئة، وتجاه كل امرأة، ولو كانت هي زوج النبي الكريم، وأم المؤمنين. وأنه لا طهارة من الدَّنَس، ولا تَخَلُّص من الرِّجس، حتى تَمْتَنِع الأسباب المثيرة من الأساس. (الظلال 6/77)

 

 

 

 

 

 

 

التوسع في الكلام مع الرجال:

وكون صوت المرأة ليس بعورة لا يعني التوسع والانفتاح في الحديث والتضاحك مع الرجال بدون ضابط وحدود وكأنه محرم للمرأة.

فقد أمرت المرأة في الشرع بالتصفيق إذا ناب الإمام شيء مع أن الرجال يسبحون، لئلا يؤثر ذلك في قلوب المصلين مع وجود البديل المناسب وهو التصفيق.

فعلى المرأة أن تتكلم في حاجتها بدون توسع وانفتاح زائد.

 تشويه الصوت وتغييره:

لا يستحب للمرأة تغيير الصوت وتشويهه ولم يكن هذا معروفاً في عهد الصحابة الكرام فتتكلم المرأة في حاجتها وتقول القول المعروف ،على سجيتها بدون تكسر وخضوع.

حكم استماع صوت المرأة التي تخضع بحديثها:

لا شك في حرمة استماع صوت المرأة المتكسرة في حديثها الخاضعة بقولها وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: والسمع يزني وزناه الاستماع فكيف إذا كان ذلك بترقيقه وتلحينه وغنائه بما يثير الشهوات فالأمر حينئذ أشد وأعظم.

ومن وجد في نفسه افتتاناً وتلذذاً بسماع صوت المرأة التي لم تخضع بقولها ولم تتكسر بكلامها فيحرم عليه حينئذ سماع كلامها وحديثها ولا يحرم على بقية الناس ما دام في الأصل مباحاً.

 

1. صوت المرأة ليس بعورة دل على ذلك الكتب والسنة وفعل الصحابة والسلف الصالح.

2. يحرم على المرأة الخضوع بالقول والتكسر فيه.

3. على المرأة عدم التوسع في الحديث مع الرجال فيما لا تحتاج إليه.

4. لا يشرع للمرأة تغيير صوتها وتشويهه عند الحديث مع الرجال.

5. لا يجوز الاستماع لكلام المرأة الخاضعة بقولها.

 

الرسم التوضيحي: