الخنزير

 تحريم الخنزير:

جاء تحريم الخنزير نصاً في القرآن في أربعة مواضع {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ المَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ الله}. وكُرر هذا التشديدُ فيه في سور المائدة والأنعام والنحل، ومعلوم أن تحريمه لما نزل لم تفتح بعد بلاد الروم ولا العجم، وليس في سيرة النبي ما يدل على أنه يعرف الخنزير أو رآه، وأما هجرته للمدينة فإن اليهود يحرمونه فلا يوجد عندهم.

العرب والخنزير:

وقد كان العرب في الجاهلية لا يأكلونه استقذاراً له، أو هو مما بقي تحريمُه فيهم من دين الخليل عليه السلام؛ لأن الحنفاء فيهم كانوا يحرمونه اتباعاً لإبراهيم عليه السلام.

ولم يكن في شِعر العرب ولا نثرهم ولا تاريخهم ذكرٌ له كما ذُكر غيره من بهيمة الأنعام، إلا أن نصارى العرب ومنهم (تغلب) كانوا يأكلونه، وكانت العرب تُعيرهم بذلك، كما هجا جريرٌ الأخطل بأنه يشم قفا الخنزير.. والعرب في جاهليتهم لا يأنفون من أكل السباع إن وقعت في أيديهم واحتاجوا إليها، ويركبون الحمر الأهلية ويأكلونها إن احتاجوا بدليل أن تحريمها كان في خيبر.

ومع كل ذلك لا يأتي النهي عنها في القرآن وإنما في السنة  ويأتي تحريم الخنزير وهم لا يربونه ولا يأكلونه  بل وربما لا يعرفونه.. أليس هذا غريبا؟!

لكن الغرابة تزول حين نعلم أن الخنزير الآن هو الحيوان الأكثر استخداماً في المطعومات لأهل الأرض عدا المسلمين واليهود.

الخنزير في اليهودية:

الخنزير محرم في جميع الديانات السماوية أما اليهودية فيشتهر عنهم تحريم الخنزير والتأكيد على ذلك وهو موجود في التوراة ويحرصون على التميز بذلك، حتى العلمانيين منهم يرون لحم الخنزير غير صالح للأكل وصار شعار (كوشر - KOSHER) ومعناها (غذاء موافق للشريعة اليهودية) مما يعني خلوه من الخنزير بجميع مشتقاته وسيأتي  مزيد بيان لطعام اليهود.  

بداية أكل النصارى للخنزير
حكى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن كتب النصارى «وأمر الملك أن لا يسكن يهودي بيت المقدس ولا يجوز بها، ومن لم يتنصر يقتل، فتنصر من اليهود خلق كثير وظهر دين النصرانية فقيل لقسطنطين الملك: إن اليهود يتنصرون من فزع القتل وهم على دينهم، قال الملك: كيف لنا أن نعلم ذلك منهم؟
قال بولس البترك: إن الخنزير في التوراة حرام واليهود لا يأكلون لحم الخنزير فأمر أن تذبح الخنازير وتطبخ لحومها وتطعمهم منها فمن لم يأكل منه علمنا أنه مقيم على دين اليهودية.
فقال الملك: إذا كان الخنزير في التوراة حراماً فكيف يجوز لنا أن نأكل لحم الخنزير ونطعمه للناس؟ 
فقال له بولس البترك: إن سيدنا المسيح قد أبطل كل ما في التوراة وجاء بناموس آخر وبتوراة جديدة وهو الإنجيل وفي إنجيله المقدس أن كل ما يدخل البطن ليس بحرام ولا ينجس وإنما ينجس الإنسان الذي يخرج من فيه. فبهذا المنظر وبما قال سيدنا المسيح في إنجيله المقدس أمر بطرس وبولس أن نأكل كل ذي أربع قوائم من الخنزير وغيره من جميع الحيوان حلالا لنا، فأمر الملك أن تذبح الخنازير وتطبخ لحومها وتقطع صغاراً صغاراً وتصير على أبواب الكنائس في كل مملكته يوم أحد الفصح وكل من خرج من الكنيسة يلقم لقمة من لحم الخنزير فمن لم يأكل منه يقتل فقتل لأجل ذلك خلق كثير». اه (الجواب الصحيح 4/230-232)

الخنزير في النصرانية:

ليس في الأناجيل مايدل على حل الخنزير  بل كان الخنزير محرماً عليهم، ولم يكن مما أحل لهم من المحرمات فقد حرم الله على بني إسرائيل أنواعاً من الطيبات ببغيهم وظلمهم {فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ}  فلما جاء عيسى عليه السلام أحل تلك المحرمات {وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ} وإنما أحل لهم عيسى عليه السلام ما حرم عليهم بذنوبهم ولم يكن في التوراة، نحو أكل الشحوم وكل ذي ظفر أما ما هو محرم في التوراة من الخبائث فباق على تحريمه ولكن ناله ما نال غيره من التبديل والتحريف والتغيير. 

قال شيخ الإسلام: ولما كان المسيح صلوات الله عليه قد بعث بما بعث به المرسلون قبله من عبادة الله وحده لا شريك له وأحل لهم بعض ما كان حرم عليهم في التوراة وبقي أتباعه على ملته مدة قيل أقل من مائة سنة ثم ظهرت فيهم البدع بسبب معاداتهم لليهود صاروا يقصدون خلافهم فغلوا في المسيح وأحلوا أشياء حرمها وأباحوا الخنزير وغير ذلك». (منهاج السنة النبوية 1/320)

أجزاء الخنزير:

والخنزير محرم كله بكل أجزائه ومشتقاته  لحماً وعظماً وشحماً وعصباً ودهناً ودماً وجلداً وغضروفاً  وغير ذلك.

وإنما نص القرآن على اللحم فقط لأنه أغلب ما يؤكل و تنبيهاً على غيره من ما يمكن تناوله في الخنزير، وليس شيء من الخنزير إلا ويستخدم اليوم في صناعة غذائية أو دوائية أو غير ذلك.

فينبغي للمرء أن يتحرى ويسأل حتى لا يصل إلى جوفه شيء من الطعام الخبيث.

دهون حيوانية:

إذا كتب على المنتج في بلاد الكفر دهون حيوانية أو أجزاء حيوانية ولم يبين ماهي فالأحوط اجتنابها لأن أغلب الدهون والأجزاء المستخدمة مأخوذة من الخنزير؛ لانخفاض سعره وتوفره فقدم الغالب على الأصل.

سؤال المطاعم:

يجب على المسلم في بلاد الكفر سؤال المطاعم عما يقدمونه ليتأكد من خلو الطعام من لحم الخنزير ودهنه وأجزائه وأن لا يكون الطعام المباح في الأصل قد طبخ مع الخنزير.

 كما ينبغي قراءة المكتوب على المنتجات للتأكد من خلوها من منتجات الخنزير.

بعض أسماء الخنزير للحذر من الوقوع في تناولها

  

المسمى

Pig Names

خنزير الأرض

Aardvark

خنزير مخصي

Barrow

خنزير بري

Boar

خنزير الماء

Capybara

الخنازير البيضاء

Chester white

خنزير أحمر أمريكي

Duroc

أنثى خنزير صغيرة

Gilt

أنثى خنزير

sow

فخذ خنزير

Ham

خنزير

Hog

شحم الخنزير

Lard

خنزير

Pig

خنزير

Pork

أمعاء الخنزير

Chitterling = Chitterlino

الخنزير ذو الناب

Swine

لحم الخنزير المملح

Bacon

الأمعاء

Maws

صغير الخنزير

jack,   piggy,   piglet

  1. الخنزير محرم في جميع الشرائع السماوية ونص القرآن على تحريمه في أربع آيات من كتاب الله.

  2. إن كلمة حلال تعني خلو الطعام من منتجات الخنزير.

  3. كلمة KOSHER تعني خلو الطعام من الخنزير ومشتقاته.

  4. ينبغي التأكد من المكتوب على المنتجات في البقالات  قبل شرائها للتأكد من خلوها من الخنزير بكل أسمائه وأجزائه.

  5. إذا كتب على المنتج دهون حيوانية أو أجزاء حيوانية فيجب اجتنابه لأن غالب الدهون وأجزاء الحيوانات المستخدمة عندهم مأخوذة من الخنزير لرخص سعره.

  6. ينبغي الاحتياط والسؤال في المطاعم للتأكد من خلوها من الخنزير لأنهم قوم يضعونه في أغلب أصنافهم وأطعمتهم لتدني سعره مقارنة بغيره من الحيوانات.

  7. الأصل أن أصحاب المطاعم والطباخين مصدقون فيما يقولون من خلوه من الخنزير.