حكم العطور المحتوية على الكحول

 ما حكم استخدام العطور والكريمات المحتوية على الكحول وهي نجسة كما في القرآن؟ خالد - إسكندرية

كثير من  العطور والكريمات والمحاليل تحتوي اليوم على الكحول في تركيبها كمادة مذيبة والكحول أو الغول كما سماها القرآن هو حقيقة الخمر المسكر وقد اختلف أهل العلم هل الكحول المسكرة نجسة أو لا على قولين:

1.   ذهب جماهير أهل العلم من الأئمة  الأربعة وغيرهم إلى نجاسة الخمر حساً ومعنى كالدم المسفوح والبول فيجب غسل ما أصاب البدن والثوب منها بدليل قول الله تعالى إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان والرجس هو النجس.

2.   وقال بعض أهل العلم منهم  ربيعة الرأي شيخ مالك والمزني من أصحاب الشافعي وداود الظاهري أنها على خبثها ونجاستها المعنوية طاهرة حساً فلا يلزم غسل ما أصاب البدن والثوب منها.

وقال بذلك من المتأخرين   الإمام الشوكاني، وصديق حسن خان، والصنعاني، ومحمد رشيد رضا والشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المحلى وعدد من المعاصرين منهم ابن عثيمين  ومصطفى الزرقا وغيرهم  وهو الراجح .

فالآية الكريمة لا تدلُّ على النجاسة؛ لأن الأمر باجتنابِها، إنما يدلُّ على التحريم ولا يَلزم منه النجاسة، بدليل أنها قُرِنَتْ في الآية بالمَيْسِر والأنصاب والأزلام ولم يقل أحد منهم بنجاسة شيء من هذه الأشياء، والمَيْسر ألعاب   لا تقبل الحكمَ بنجاسة ولا طَهارة حسية وإن كانت حَرامًا،  فلفظ الرجس يحمل على النجاسة المعنوية مثل قوله تعالى إنما المشركون نجس وليست أبدانهم نجسة.

وعلى هذا فيجوز استخدام العطور ونحوها من الكريمات والمراهم  المحتوية على الكحول ما لم تكن مضرة .. والله أعلم 

للاستزادة:

الخمر والكحول

الكحول المستهلكة في الطعام والشراب