السائح المغبون

يغبن كثير من الناس نفسه ويضيع فرصاً عظيمة للاستفادة من رحلته السياحية في الجمع بين خيري الدنيا والآخرة عبر عدد من الأمور يمكن تحقيقها، وتضفي بعدًا إيمانيًا وروحيًا على التجربة السياحية.

زيارة البيت العتيق والمدينة النبوية:

من الناس من يستسهل الصعاب وبعد المسافة لزيارة بلاد هنا وجزيرة هناك، ولكنه يخطئ في حق نفسه بالتقصير في السفر لبيت الله الحرام أو المدينة النبوية التي تهوي لها قلوب العالمين طلباً للأجر والمثوبة ورفعة الدرجات، بحجج واهية يتجاوز أمثالها بكل يسر وسهولة إذا وافق ذلك هواه.

وقد تجد من يتكلم عن الزحام في الحرمين وهو لا يجد غضاضة أن يمكث الساعات الطوال لدخول متحف أو ملعب أو احتفال ومهرجان، ومن يتحدث عن غلاء الإيجارات قرب الحرم وهو يدفع الأموال الطائلة للسكن في بلاد أخرى.. {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}

زيارة الأقارب وصلة الرحم:

لصلة الرحم في الإسلام أعظم المكانة وأشرفها وهل أعظم من أنها معلقة بالعرش تقول: اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني, ولما زار أحدهم أخاً له في الله أرصد الله على مدرجته ملكا, فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخا لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمة تربها؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله عز وجل، قال: فإني رسول الله إليك، بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه (مسلم 2567).

فكيف بمن أنشأ السفر لزيارة قريبه والسلام عليه، وما أجمل أن يتعلم الأولاد ترتيب أولويات الحياة بطريقة عملية فسفرنا في هذه العطلة لمدينة كذا لتستمتعوا وتستفيدوا وتزوروا خالتكم أو عمتكم ونحو ذلك...{وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ  أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ}.