اللباس المحتوي على صورة

اختلف أهل العلم في حكم لبس ما فيه صورة لذوات الأرواح على قولين.

وسبب اختلافهم: هل اللبس فيه معنى الإهانة للصورة وعدم التعظيم لها؟ فتكون من باب الصور الجائزة  كالوسائد والبسط (انظر:التصوير المسطح -الرسم- ),  أو هي من باب المعلق والمكرم فتلحق بالستور والصور المعلقة التي هتكها رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنعها.

1- فذهب جمهور أهل العلم  إلى كراهة لبس ما فيه صورة،  لأن اللبس فيه شيء من الإهانة وعدم التعظيم فتلحق بما أذن فيه الشارع من الصور المهانة كما فعلت عائشة لما هتك رسول الله صلى الله عليه وسلم الستر الذي فيه تصاوير قالت رضي الله عنها :  فجعلته وسائد (مسلم 2107). قال الحنفية: وتزول الكراهة إذا لبس فوقها ما يغطيها (مواهب الجليل 1/551، البحر الرائق 2/29).

2- وذهب آخرون إلى تحريمها وهو المعتمد من مذهب الحنابلة؛ لأن اللبس ليس فيه معنى الإهانة (الفروع 2 /74).

وهذا فيما إذا كانت الصورة كاملة، فإن كانت ناقصة لا تقوم الحياة بمثلها  فالجمهور على جوازها إلا إن كان المتبقي هو الرأس فالأقرب المنع منها لقول ابن عباس رضي الله عنهما: الصورة الرأس فإذا قطع الرأس فليس بصورة (سنن البيهقي 14357).

وعلى هذا فيمكن أن يقال:

1- الملابس المحتوية على صورة مكبرة على الصدر أو الظهر إن كانت كاملة أو الرأس فقط يمنع منها؛ لأنه ليس فيها معنى الإهانة, والصورة الرأس كما قال ابن عباس رضي الله عنهما .

2- الملابس التي تحتوي على الصور الصغيرة غير واضحة المعالم  يتساهل فيها؛ لأنها من قبيل المهان, وقد استثنى الحنفية الصور الصغيرة عموما من المنع .

3- الملابس التي تحمل صورًا لا تقوم الحياة بمثلها وليس فيها الرأس، يجوز لبسها واستخدامها على الأصل.

4- لا يجوز لبس مافيه صورة ولو غير كاملة لأحد رموز الانحراف كالمغنين وأمثالهم.

حكم الصلاة بها:

أما حكم الصلاة فصحيحة حتى ولو كانت الملابس محتوية على صورة لا يجوز لبسها، فإن الصلاة صحيحة مع الإثم بلبسه الصورة؛ لانفكاك جهة التحريم عن الصلاة .

وينبغي للمسلم أن يبعد كل الأسباب المشغلة له في الصلاة كما روت عائشة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في خميصة لها أعلام فنظر إلى أعلامها نظرة فلما انصرف قال: اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم وائتوني بأنبجانية أبي جهم فإنها ألهتني آنفا عن صلاتي, وفي رواية كنت أنظر إلى علمها وأنا في الصلاة فأخاف أن تفتنني (البخاري 366).

وأن يلبس للصلاة أحسن ثيابه وأشرفها كما قال تعالى: {يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} يعني عند كل صلاة.

تذكر

  1.  اختلف أهل العلم في حكم لبس ما فيه صورة بين التحريم والكراهة بناء على اختلافهم هل اللبس فيه معنى الإهانة أو لا .
  2.  يحرم لبس ما فيه صورة مكبرة على الصدر أو الظهر لشخصية ما لأن فيه معنى التعظيم.
  3.  يحرم لبس الصور الخادشة للحياء والتي فيها تعظيم لرموز الانحراف.
  4.  ينبغي للمسلم اختيار الملابس المحترمة لأداء الصلوات سواء أكان في البيت أو المسجد.
  5.  تصح الصلاة بالملابس المحتوية على صور حتى ولو كانت صورًا محرمة مع الإثم بلبسها.