اللباس

 أول ما أهبط الله آدم وحوآ الى الأرض كانت احتياجاتهما مستوردة، فأنزل الله لآدم وحواء اللباس من السماء، كما قال الله تعالى: {يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ}.

ثم بعد هذا علّم الله بني آدم صنعة اللباس والنسيج وزراعة المواد القطنية التي يتحقق منها اللباس، وعلمهم أيضاً استخلاص القز والحرير وصناعة الدروع وغير ذلك من وسائل اللباس،{وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ}؛ فاللباس إذن منحة ربانية ونعمة عظيمة على الجنس البشري، والنعمة من شُكْرِها لله أن لا تتعدى فيها حدود الله عز وجل.

 الأصل في اللباس:

الأصل في اللباس الحل والإباحة {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ{ يقول الله عز وجل: }يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}.

 

ولباس التقوى ذلك خير

قال الله تعالى: {وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} فهناك تلازم في القرآن بين اللباس لستر العورات والزينة ، وبين تقوى الله عز وجل ، فكلاهما لباس ، هذا يستر عورات القلب ويزينه ويحميه . وذاك يستر عورات الجسم ويزينه ويحميه. وهما متلازمان . فإذا تلبس القلب بتقوى الله والحياء منه انبثق شعور باستقباح العري والخلاعة، ومن لا يستحي من الله ولا يتقيه ؛ لا يهمه أن يتعرى وأن يدعو إلى العري . سواء أكان العري من الشرع والتقوى، أو العري من اللباس وكشف السوأة!

ثم إن ستر الجسد والعورة ليس مجرد عرف وعادة - كما تزعم الأبواق المسلطة على حياء الناس وعفتهم لتدمير أخلاقهم -  إنما هي فطرة خلقها الله في الإنسان.. ثم هي شريعة أنزلها الله للبشر ويسر لهم تنفيذها بما سخر لهم في الأرض من مقدرات وأرزاق .

لعلهم يتذكرون .. فلنتذكر ونحرص على تطهير وتنقية لباس التقوى وتزيينه كما نحرص على تطهير لباس الجسد وتزيينه ..ونسأل الله في كل حين أن يصلح ظواهرنا وبواطننا وأن يسلل سخائم قلوبنا.

عن عبد الله بن عمرو بن العاص: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كلوا وتصدقوا والبسوا في غير إسراف ولا مخيلة. (رواه النسائي 2559)

وقال ابن عباس رضي الله عنهما: كل ما شئت، والبس ما شئت ، ما أخطأتك خصلتان : سرَف ومَخِيلة انتهى . (رواه ابن أبي شيبة في المصنف 24878)

فالأصل في اللباس الإباحة إلا ما حرمه الله تبارك وتعالى. وهذه بعض الضوابط المهمة للمبتعث في لباسه.

 

 

 

 

 

 

    اللباس بأنواعه نعمة من الله تعالى والأصل فيها الإباحة إلا ماثبت الدليل بتحريمه